إطلاق مشروع "حزام واحد في لبنان: مؤتمر طريق الحرير" في مقر اتحاد الغرف العربية

  • 6 سبتمبر 2017

الكباريتي: للعمل على تنفيذ مشروعات البنى التحتية التي تربط الصين بالعالم العربي

أكد رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري، خلال رعايته مؤتمر طريق الحرير "حزام واحد وطريق واحد في لبنان"، الذي استضافه مقر اتحاد الغرف العربية "مبنى عدنان القصار للاقتصاد العربي"، أنّ "تلاقي الحضارات والثقافات والأديان هو الطريقة الوحيدة لمكافحة التطرف والتعصب والعنصرية والانعزال".

وأشار الحريري إلى أنّ "الاستثمار في لبنان اليوم يعني الاستعداد لإعادة الاعمار في سوريا"، معتبرا أنّ "اعادة إعمار سوريا هو جزء من عمل لبنان بعد انتهاء الازمة السورية وعودة اللاجئين"، مشددا على أنّ "هذا الاستثمار سيسمح لاقتصادنا بأن ينطلق لتعويض الانخفاض الحاد في النمو والعمالة الذي شعرنا به منذ بدء الأزمة السورية".

 

أعلن الرئيس سعد الحريري أنّ "الحكومة اللبنانية اعتمدت مقاربة جديدة للتعامل، مع تحدي استضافة أكثر من 1.5 مليون نازح سوري".

وشدد على أنّ "الأمن والاستقرار في بلدنا هما الأولوية القصوى للحكومة اللبنانية، وهما ما ينبغي أن يكون أولوية لكل من يريد أن يحافظ على هذه القيم في العالم اليوم"، مؤكدا أنّ "لبنان أهم من أن يترك وحيدا، فهو نموذج للتعايش والحوار وهو النموذج لتسوية سياسية تسعى إليها الكثير من الأزمات في المنطقة اليوم"، لافتا إلى أنّ "خيارنا هو سلوك طريق الأمل وتحقيق الاستقرار والتنمية وهذا هو الاتجاه الوحيد الذي يقودنا جميعا إليه "طريق الحرير".

وأكد أنّ "العلاقات بين لبنان والصين قديمة وقد تطورت مع نمو النقل والاتصالات، ولبنان شكل نقطة تلاق بين الغرب والشرق".

 

الكباريتي

وتحدّث رئيس اتحاد الغرف العربية خلال الملتقى، فأشار إلى أنّه "شرف كبير لاتحاد الغرف العربية أن يستضيف هذه الفعالية المهمة في مقرّه الذي أردناه بيتا للاقتصاد العربي ولتعزيز دوره مع شركائه الدوليين وبالأخص مع دولة الصين الصديقة"، معتبرا أنّ "اتحاد الغرف العربية يلعب دورا هاما وبارزا على صعيد  تعزيز العلاقات بين العالم العربي والصين وترسيخ دور الاتحادات والغرف العربية في إطار المبادرة الرائدة للصين لإقامة "الحزام الاقتصادي وطريق الحرير"، موجها التحيّة إلى دولة رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري، معربا عن اعتزازه البالغ بدعم اتحاد الغرف العربية الذي يضم غرف واتحادات غرف التجارة والصناعة والزراعة والخدمات في جميع الدول العربية".

وقال: "كل الشكر والتقدير إلى دولة لبنان لمنحها وتخصيصها الأرض المقام عليها هذا البناء المقر الدائم للاتحاد".

ولفت إلى أنّ "القطاع الخاص العربي يدرك جيدا أهمية مبادرة الحزام الاقتصادي وطريق الحريري التي انطلقت عام 2013 ووجدت طريقها إلى التنفيذ بقوة"، معتبرا أنّ "تحقيق الطموحات العربية الصينية المشتركة تحتاج إلى التركيز على مسارين أساسيين، أولهما دعم الجهود العربية لترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة للتمهيد لكي يأخذ مشروع الحرير الجديد كامل المدى الذي يستحقه وتستحقه الدول والشعوب على طول الطريق. أما المسار الثاني فيتعلق بتعزيز التعاون الاقتصادي بكامل تشعباته في إطار الحزام والطريق، مع التركيز على ضرورة العمل على تنفيذ مشروعات البنى التحتية التي تربط الصين بالعالم العربي بهدف توسيع وتعميق التجارة والاستثمارات المتبادلة، بشراكة بين القطاعين العام والخاص، مع الاستفادة من الخبرة الواسعة للصين في تكنولوجيا السكك الحديدية الفائقة السرعة".

وتابع: "كذلك لا بد من العمل على إزالة المعوقات والقيود التجارية على سبيل المثال لا الحصر: الجمركية، تحويل الأموال من الصين، حرية انسياب المبادلات، وتوفير التسهيلات المناسبة على أسس متكافئة".

وشدد على أنّه "لا بدّ من توسيع التعاون في مجالات جديدة وحيوية للجانبين تشمل التعليم والبحث العلمي والابتكار لمواكبة الثورة الصناعية الرابعة". 

 

القصّار

وأشار رئيس مجموعة فرنسبنك الوزير السابق عدنان القصار إلى أن "مجموعة فرنسبنك التي تعد أول مصرف عربي يضم مكتبا متخصصا للعناية بالعلاقات اللبنانية الصينية، فخورة باستضافة غرفة طريق الحرير للتجارة الدولية، وبتنظيم هذا المؤتمر الذي يهدف إلى تعزيز الثقافة والسياحة والتجارة، إضافة إلى المبادلات المصرفية والشراكات بين الصين ولبنان".

ودعا "جمهورية الصين الشعبية إلى "الاستفادة من موقع لبنان الاستراتيجي، وموارده البشرية الغنية، وعنصر الأمان الذي يحظى به وحده دون سواه من دول المنطقة"، لافتا إلى "أننا على أتم الاستعداد للتعاون معكم وتمكين الصين بالقيام بدورها الفاعل والفعال في المساهمة بإعادة إعمار سوريا والعراق وذلك بالتعاون مع الشركات اللبنانية".

 

فهد

وألقى نائب رئيس اتحاد الغرف اللبنانية نبيل فهد، كلمة رئيس اتحاد الغرف اللبنانية ورئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان محمد شقير، فأشار إلى "أهميّة احتضان لبنان هذه الفعالية برعاية وحضور دولة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري".

وأوضح أنّ "لبنان كان ولا يزال معبر طرق بين الشرق والغرب وملتقى حضارات"، مؤكدا أن "جهود الصين ومشاركة لبنان في بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري تأتي لتعزز من العلاقات التجارية بين الشرق والغرب وتزيد من التفاعل بين الحضارات".

 

تشونغ

من جهته نوّه رئيس غرفة طريق الحرير للتجارة الدولية لو جيان تشونغ، بأهميّة عقد فعاليّة "حزام واحد في لبنان: مؤتمر طريق الحرير"، مثمّنا بالجهود التي يبذلها الرئيس الفخري لاتحاد الغرف العربية ورئيس الهيئات الاقتصادية اللبنانية عدنان القصّار على صعيد تعظيم العلاقات اللبنانية – الصينية والعربية – الصينية. كذلك حيّا تشونغ رئيس اتحاد الغرف العربية العين نائل الكباريتي، معتبرا أنّ "اتحاد الغرف العربية شريك أساسي للصين، باعتباره ممثّلا للقطاع الخاص العربي"، لافتا إلى أنّ "القطاع الخاص العربي له دور حيوي وبارز في إطار مشروع طريق الحرير".

 

إنيشفيلي

أما الرئيس الفخري للمجلس الاستشاري لجنوب أفريقيا ورئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة في آسيا والمحيط الهادئ جمال إنيشفيلي، فأكّد على "أننا على أتم الاستعداد للتعاون مع البلدان العربية التي تمتلك موارد طبيعية هائلة، وتقع ضمن نطاق استراتيجي في إطار طريق الحريري"، مشيرا إلى "أنني بصفتي رئيسا لاتحاد اتحاد غرف التجارة والصناعة في آسيا والمحيط الهادئ والذي يضمّ بلدانا عديدة تقع ضمن نطاق طريق الحرير، سوف أبذل جهودا كبيرة انطلاقا من موقعي في سبيل رفع حجم التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري بين هذه الدول والعالم العربي، مما سوف يساهم بالتأكيد في نجاح مشروع طريق الحرير التي أرست القواعد للعصر الحديث".

 

تكريم وتوقيع اتفاقيات

وتخلل الملتقى تكريم الرئيس عدنان القصّار كرئيس فخري لغرفة طريق الحرير للتجارة الدولية، التي أنشئت لتعزيز التعاون التجاري والثقافي بين دول طريق الحريري بدعم من المجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية وغرفة التجارة الدولية.

كذلك شهد الملتقى توقيع اتفاقية تعاون بين اتحاد الغرف العربية وغرفة التجارة الدولية لطريق الحرير، واتفاقية أخرى بين اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان وغرفة التجارة الدولية لطريق الحرير، إضافة إلى اتفاقية بين مجلس بلدية بيروت وتحالفات الأمم المتحدة لطريق الحرير القارية والبحرية.